تجد كثيرا من الفتيات في أجهزة الاتصال المطورة والمزودة بتقنيات التواصل العالية متنفسا لهن بالحديث و ( الفضفضة ) مع الآخر بما يترتب علية
البوح بما في الأعماق لتفرغ ما بداخلها من احتقان للآخر .. ذلك الاحتقان الذي لم يستطع الوالدين احتوائه بتعزيز مفهوم الحوار داخل الأسرة ما
جعلها تبحث عنه هناك حيث العالم المظلم لتبدأ دوامة الهروب من كنف الأسرة نحو المجهول ,, ويبقى ضعف الوازع الديني العامل الأول لتلك الحالات
... كما وان من أهم الأسباب هو الجفاف العاطفي داخل الأسرة والذي يتسبب في وجوده غالبا الآباء والأمهات وذلك من خلال تسفيه رأى الفتاة والسخرية
منها وعدم الاستماع لها أو التعامل معها بقسوة ودونية .. مما يحدو ببعضهن إلى البحث عمن يشبع ذلك النهم الوجداني لتروي عطشها العاطفي من نهر
الحنان ,,ذلك النقص الذي تشعر به الفتاه هو الخيط الرفيع الذي يوردها المهالك فإذا ما استطاع طرف آخر أن يعوضها ذلك النقص بالكذب والخيال
ويصنع من نفسه طوق نجاتها من جحيم الجفاء داخل إطار الأسرة ,لا تملك الفتاة إلا أن تنساق خلف عاطفتها ,, نستخلص من ذلك عاملين أساسيين في نشوء
مثل تلك الانحرافات ..الأول شعور الفتاة بالحرمان والجفوة من قبل الوالدين .. وثاني العوامل هو توفر وسائل الاتصال الحديثة بين يدي فئات عمرية
صغيره وفي أوساط المراهقين والمراهقات سواء كانوا ذكورا أو إناث .. تلك الفئات التي لا تحسن استخدام التقنية وتعمل على تطويعها لغير ما وجدت
من اجله .. فنشأت الانحرافات واستخدمت التقنية أسوأ استخدام .. علية فيجب على الآباء والأمهات مد جسور الحب والحنان لبناتهن ليكونوا لهم عوضا
عن عالم ( المسنجر والويتس اب ) وغيرة من وسائل الاتصال الحديثة ... من خلال الحوار وتكريس مفهوم الرأي والرأي الآخر داخل إطار الأسرة والعمل
على جعل العلاقة بين الطرفين علاقة صداقة ومحبة قائمة على الصدق والصراحة وليس علاقة الجلاد والضحية وان يكون تعاملا لائقا راقيا لا يترك مساحة
للتأويل أو حيزا للاختباء .. وللأسف الشديد ان ثقافتنا العامة تكرس مفهوم العيب مما يصنع تلك المساحات المليئة بالغموض ويوسع ألهوه بين
الوالدين والبنات خاصة .. علية يجب على الوالدين مد اليد الحانية الندية بالعطاء..
وتقبلوا فائق تقديري واحترامي