ملتقى الجماعه

مرحبا بك زائرنا الكريم ويسرنا أن تنظم إلينا.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى الجماعه

مرحبا بك زائرنا الكريم ويسرنا أن تنظم إلينا.

ملتقى الجماعه

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى السيارات ,والقانون, وملتقى الطلاب ,وملتقى الشعر ,وملتقي الافراح والاخبار ,وملتقى الرومانسية والزواج وغيره.


    بيشه في الشعر القديم.

    المديروالمشرف محمدبن علي
    المديروالمشرف محمدبن علي
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 387
    نقاط : 6046
    السٌّمعَة : 76
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010

    بيشه في الشعر القديم. Empty بيشه في الشعر القديم.

    مُساهمة من طرف المديروالمشرف محمدبن علي الجمعة سبتمبر 24, 2010 11:43 am

    بين المكان والشعر في الفكر العربي علاقات شتى ، ولعل من أكثرها إثارة للدهشة تلك العلاقة التي تبث في المكان روحاً شعرية ، وتقيم في الشعر مكاناً هناك يجد ‌‌‌الإنسان نفسه وكأنه يفلت من الجهات الأربع ويسبح في بحور خيالات الشعراء . وتاريخ المكان في الشعر تاريخ عريق ، تجدد مطالع القصائد ما اندثر من أطلاله وتعيد إلى الذاكرة ما كان فيه من أحداث وما ارتبط به من الذكريات إذ يقوم له في وجدان المجتمع وجود لا يدرس بفعل الرياح والمطر لأنه قد تحول إلى جزء من الثقافة التي يتعاطاها القوم . وعلاقة الشعر بالمكان ذات أبعاد متعددة ، وأسباب متباينة ويذكر الشاعر المكان ويحن إليه لأنه مسقط رأسه ومهد صباه ، ولأنه منزل لقبيلته وقومه أو منزل لحبيبته أو لأن له به ذكريات جميلة وأيام سالفة وغير ذلك من الأسباب التي تثير مشاعر الشعراء وتلهب عواطفهم وتجعل للمكان رمزاً خالداً ، وذكريات تتجدد برؤيته أبد الدهر . وقد أكثر الشعراء من ذكر بعض المواضع في أشعارهم فخلدت بخلود هذا الشعر ، وظلت رموزاً غامضة ، تحمل في جوانبها معانٍ سامية ، ودلالات نفسية لمن ذكروها وعاشوا بأكنافها ومن هذه المواضع بيشة . فقد تردد اسمها كثيرًا في نصوص الشعرالعربي القديم وحظيت بعناية كبيرة من اهتمام الشعراء

    ومن ذلك : قول أنس بن مدرك الأكلبي :
    تبالة والعـرضان ترج وبيشـة =وقومي تيم اللات والاسم خثعـم
    ويرتبط اسم بيشة بالأحداث التي تجري على ساحتها فيتناولها الشعراء من هذا المنطلق ومن ذلك :
    قول حزام بن الحارث الضبابي واصفاً ما جرى على أرض بيشة
    ونحن جلبنا الخيل من أرض ذي حسا = تغيب أحياناً وحيناً ظواهــر
    رفعـن لهم شـد الضحـى بكويمـح = فظل لهم يوم بيشـة فاجــر
    وقول طفيل الغنوي :
    جلبنا من الأعراف أعراف بيشة = وأعراف لبني الخيل يا بعد محلب
    بنات العراب والوجيه ولاحق = وأعوج يتمي يشيه المتنسب
    وقول النابعة الجعدي :
    جلبنا من الأكوار والسـي والقفـا = وبيشـة جيشاً ذا زوائد جحفـلاً
    وقول رواس بن تميم الحارثي :
    وكم هو فينا من رئيس معمم = رؤوب لصدق الهائل المتفاقم
    تحل يموننا بأكتاف بيشة = وترمي شامونا قصور الأعاجم
    وقول الخنساء وهي تمدح أخاها صخراً :
    وكان إذا ما أقدم الخيل بيشــة = إلى هضب أشـراك أناخ فألجمـا
    فأرسـلها تهوي رعالاً كأنهـا = جراد زفتـه ريح نجد فأتهمــا
    وقول عباس بن مرداس السلمي :
    بلـغ قحافـة عنا في ديارهـم = والحرب تكشر عن ناب وأضـراس
    أنا قتلنا بترج من سـراتهـم = سـبعين مقتتلاً صرعى بعبـاس

    ويتجدد حب الطبيعة في نفوس الشعراء فيذكرون أياماً مضت لهم بين سهول بيشة وجبالها وبين غدرانها ورياضها الخضراء ، وما يرتع فيها من الظبا والغزلان فيحنون إليها ويتمنونها أن تعود ولكن أنى لهم ذلك ومن ذلك

    قول لقيط بن معمر الأيادي :
    فياحبـذا أعلام بيشـة واللوى = وياحبـذا أخشـافهـا والجـوارس
    الأخشاف : الظباء ، والجوارس : الطيور المتوحشة
    و قول كثيرعزة :
    وأخرى بذي المشروح من بطن بيشة = بها لمطافيل النعاج جوار
    وقول علقمة بن عبدة :
    فقلت لها : فيئي فما يستفزني = ذوات العيون والبنان المخضب
    ففاءت كما فاءت من الأدم مغزل = ببيشة ترعى في أراك وحلب
    وقول طفيل الغنوي:
    تذكـرت أحداجـاً بأعلى بسـيطة= وقد رفعـوا في السير حتى تمنعـوا
    تصيّفت الأكناف أكنـاف بيشـة= فكان لها روض الأشاقيص مرتع
    وقول الحارث بن ظالم :
    وحل النعف من قنويـن أهلـي =وحلـت روض بيشــة فالربـابا

    وحباً لأرض بيشة أو من يسكنها حتى من الأموات يتمنى الشعراء أن يسقط عليها الغيث ومن ذلك

    قول ليلى بنت سلمى في رثاء والدها :
    سقى الله قبراً لست زائـر أهله =ببيشـة إذ ما أدركتـه المقابـر
    لعمري لمَّا كان ابن سلمة عاجزاً =ولا فاحشاً يخشى أذاء المجـاور
    وقول صخر الهذلي في رثاء أخيه :
    أقول لرمس بين أجزاع بيشـة =سقاك الغـوادي الـوابل المتحلبـا
    لنعم الفتى أدى ابن صرمة بزة =إذا الفحل أمسى عاري الظهر أحدبا
    وقول الشمردل بن شريك من قصيدة طويلة يرثي بها أخاه وائلاً ، وهي من أحسن المراثي :
    سقى جدثا أعراف غمرة دونـه = ببيشـة ديمات الربيع ووابلـه
    بمثوى غريب ليس منا مزاره = بدانٍ ولا ذو الود منا مواصله
    أبى الصبر أن العين بعدك لم يزل = يخالط جفنيها قذى لا يزائله
    وكنت أعير الدمع قبلك من بكى = فأنت على من مات بعدك شاغله
    وقول أبي وجزة السعدي :
    يريف يمانيـه لأجزاع بيشـة = ويعلو شآميه شرورى وأظلمـا
    وقال شاعر لإبله ، عندما أصابها القحط والجدب :
    كلي الرمث والخضار من هدبة الغضى = ببيشة حتى يبعث الغيث آمره
    و يقول شاعرآخر :
    بحيث التقى البركان والحاذ والغضى = ببيشة وارفضت تلاعا صدورها
    ويقول السمهري :
    وانبئـت ليلى بالغريين سـلمت =علي ، ودوني طخفة ورجامهـا
    فإن التي أهدت ، علي نأى دارها = سـلامًا لمردود عليها سلامها
    عديد الحصى والأثل من بطن بيشة = وطرفائها ، ما دام فيها حمامها
    ويقول رياح الهلالي في أثلتي مطلوب ، وهو موضع في بيشة :
    ياأثلتي بطن مطلوب هويتكمـا=لو كانت النفس تدني من أمانيها
    وإليكما نـذر بالناس لا رحـم =تدنيه منهم ولا نعمى يجازيهـا
    محفوفتين بظل الموت أشـرف=في رأس رابية صعب تراقيهـا
    كلتاهما قضب الريحان بينهمـا=فاعتم بالناشق الريّان ضاحيهـا
    تندى ظلالكما ، والشمس طالعة= حتى يواريَها في الغور راعيها
    من يعطه الله في الدنيا ظلالكما= يبني له درجـات عالياً فيهـا
    كما أعجب لبيد بن ربيعة العامري منظر أثل بيشة فشبهه القافلة التي تقل حبيبتة فقال :
    شاقتك ظعن الحي حين تحملوا = فتكنسوا ’قطنا تصر خيامها
    زجلا كأن نعاج توضح فوقها = وظباء وجرة عطفا آرامها
    حفزت وزايلها السـراب كأنها= أجزاع بيشة أثلها ورضامهـا
    وفي المعنى نفسه يقول امرؤ القيس :
    ولم ينسني ما قد لقيت ظعائنًا = وخملا لها كالقر يومًا مخدرا
    كأثل من الأعراض من دون بيشة = ودون الغميم عامداتٍ بغضورا
    ويقول النابغة :
    فتحملوا رحلا كأن حمولهم = دوم ببيشة أو نخيل ويار
    وإلى وقت قريب وغابات الأثل والرمث والغضى شاهدة على صدق هؤلاء الشعراء ، وقد أثار الرعب في نفس القحيف العقيلي كثرة فروع وادي بيشة وسرعة تدفق سيولها وجريانها فجعلها مضرب المثل في الكثرة فقال :
    وسالت من أباطحها قشـير= بمثل أتى بيشـة حين سـالوا
    وهذا نصيب بيشة من قصيدة الحزازة العامري التي أنشدها سنة (الحطمة)
    أعشب الكـور عامـر تيـم= حيـث هرجـاب فـالمـا ذاء
    واتلأبت سيول بيشة في أعراضهـا = فهـي لجـــة طخيّـــاء
    وكأن الخيل من بطن تــرج= وهي حـوم حنـادس ظلمـاء
    ويرتبط ذكر بيشة عند بعض الشعراء بذكر الساجعات وغنائها ، فوق أغصان شجر الأراك والسدر ، فيهيج شوقهم ويتذكرون من يحبون ، وما مضى لهم من سالف العهد والزمان . ومن ذلك
    قول حميد بن ثور الهلالي :
    وما هاج هذا الشـوق إلاّ حمامـة= دعت ساق حر ترحـة وترنمــا
    من الورق حماء العلاطين باكــرت =عسيب أشاء مطلع الشمس أسحمـا
    إذا هزهزته الريح أو لعبـت بـه=أرنت عليـه مـائـلاً ومقومــا
    تُباري حمام الجلهتين وترعــوي=إلى ابن ثلاثٍ بين عودين أعجمـا
    إلى أن قال : إذا شئت غنتني بأجـزاع بيشـة=أو النخل من تثليث أو من يبنبمـا
    وقول أبي الندى :
    غنى الحمام على أفنان غيطلة = من سدر بيشة ملتف أعاليها
    وقول كثير عزة :
    إلى إرك بالجزع من بطن بيشة = عليهن صيفي الحمام النوائح
    وقول شاعر آخر :
    يذكرني بشرًا بكاء حمامة = على فنن من بطن بيشة مائل
    فتى مثل صفو الماء ليس بباخل = بخير ولا مهد ملاما لباخل
    وقول رفيع بن حبيب :
    وكيف و لا أنساك من طول هجرة = فأسلوا إلا ريث ما أنا ذاكر
    طوال الليالي ما تغنت حمامة = يميح بها غصن وبالريح ناظر
    تثني جناحيها أذا آد غصنها = حذارا وهولا أن تزل الأضافر
    تجاوبها في الأثل من بطن بيشة = على هدب الأفنان ورق نظائر
    صوادح مثل الشرب يبدي رنينها = من الشوق ما كانت تسر السرائر
    ويتمنى شاعر آخر - لم أعثر على اسمه - أن تكون أرض بيشة وصوت حمامها بديلا له من حياة المدينة التي يعيش فيها فيقول :
    ليت لنا بالجوز واللوز كمأة = جناها لنا من بطن نخلة جانٍ
    وليت لنا بالديك صوت حمامة =على فنن من أرض بيشة دانٍ
    هذا قليل من كثير من نصوص الشعر العربي القديم التي ذكرت اسم بيشة فخلدته بخلود هذا الشعر 0

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 9:24 pm